الاثنين، 18 أكتوبر 2010

الزواج المباكر و المتاءخر في الاءسلام



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.


فإنّ مما لا يخفى على الجميع من صغير وكبير وذكر وأنثى ما ينتشر حولنا وما يظهر علينا من مظاهر و مشاهدات ما أنزل الله بها من سلطان.

فأصبحنا نرى المخنثين والمسترجلات والقنوات والفضائحيات وعلمانيين وعلمانيات، لا هم لهم إلّا عوت في الأرض الفساد.

ومن منطلق أنّ لكل شيء سببا. وإنّما النّار من مستصغر الشرر فنناقش هنا سبب نحسبه احدى أسباب تلاطم هذه الفتن وانتشار الفساد ألا وهو :

تزويج الشباب والبنات

ورسالتنا هنا نخص بها الأباء أولياء الأمور من يجب أن يكونوا خط الدفاع الأول لحماية أعراض الأمة ودرء الفتن والمفاسد عنها إنطلاقا من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من تَرضون دِينه وخُلُقَه فأنْكِحُوه، إلّا تفعلوا تَكُن فِتنة في الأرض وفَساد». قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟! قال : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنْكِحُوه» ثلاث مرات. [رواه الترمذي].

وشرح ذلك الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم فكتب :

"
أي إن لم تُزَوِّجُوا الخاطِب الذي تَرضون خُلُقه ودِينه «تكن» تَحْدُث «فتنة في الأرض» ،«وفساد» خروج عن حال الإستقامة النافعة الْمُعِينَة على العفاف " قاله المناوي.

وقال أيضا : " يعني أنّكم إن لم تَرْغَبُوا في الْخُلُق الْحَسَن والدِّين الْمَرْضِيّ الْمُوجِبَين للصلاح والإستقامة، ورغبتم في مُجَرّد المال الجالب للطغيان الجارّ للبغي والفساد تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ".

"
أو المراد إن لم تُزَوِّجُوا من تَرْضَون ذلك منه، ونَظَرْتُم إلى ذِي مَالٍ، أو جَاهٍ؛ يَبْقَى أكثر النساء بلا زوج، والرجال بلا زوجة؛ فيكثر الزنا، ويلحق العار، فيقع القتل .. فَتَهِيج الفِتَن، وتَثُور الْمِحَن " ..

وهذا يَعني أنّ من اختار من الأولياء تَزويج مَن لا يُرضى دِينه وخُلُقه .. أنّه طالب للفساد ! مُبْتغٍ للفتنة !

وفي الحديث من الفوائد : " أنّ المرأة إذا طَلَبَتْ من الولي تزويجها من مُسَاوٍ لها في الدِّين لَزِمَه ". كذا قال المناوي .

ومن ذلك الفساد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتأخّر زواج الفتاة .. وقد يَحمِلها ذلك - إن لَمْ تُراقِب الله - على مواقعة الفواحِش ..

ألا أيّها ألآباء .. لا تَبْغُوا الفساد في الأرض ..

الوالد ليس بِمتّهم في وَلَدِه ..

وقد نّصَ الفقهاء على أنّ : " شفقة الأبُوّة شُبهة مُنْتَصِبَة شاهِدة بِعَدم القصد إلى القَتْل، تُسْقِط القَوَد " وهو القِصَاص.

فالأب غير ضَنِين في أولاده .. فليس بِمتّهم ..

ولذا فإنّ كل أبٍ يَسْعى لإيصال الخير لأولاده ..

إلّا أنّ من الآباء من قد يُخطئ الطريق .. فيَضُرّ حين كان يَروم النفع !

رامَ نَفْعاً فَضَرَّ مِن غير قَصْد ومِن البِرِّ ما يكون عقوقاً !

هنا انتهى كلام الشيخ حفظه الله.

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها.

فأجاب :

"
أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلُق والدين، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي، لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلُق؛ لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مباركاً عليها وعلى ذريتها، تتعلم منه الأخلاق والدين، أمَّا إن كان غير ذلك، فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة، أو مَن عُرف بشرب الخمر - والعياذ بالله -، أمَّا الذين لا يصلُّون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات، ولاهم يحلون لهن، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين، أمّا النسب فإن حصل فهذا أولى؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : «إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلُقه فأنكحوه» ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل ". انتهى.

وبعد ما أتيناك به من مقدمات لموضوع الكلام به يطول، ألا يستحق ذلك منك وقفة مع نفسك فلتكن شجاعا ولتفعلها قبل ألّا تقدر على فعلها أو تستأخر فيدركك أمر من بعده تندم أشد الندم، وما قصص ضياع الأعراض عن بيتك ببعيد.

واعلم علم اليقين أنّ من تمنعها عن الزواج وإحصان النفس والعفاف هي في أشد الشوق لذلك.

ونسوق لكم هنا بعض من كلمات لفتيات مقهوراتّ إن لم يكن من أب فمن أخ وعم وولي أمر ولأسباب واهية لا تقاس بها المقاييس، ولا هي من الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الأبرار من مادية لقبلية لاجتماعية وبين هاته وتلك.

تمرالسنون وتحمل بناتنا مزيدا من الهموم فاقرأ وتفكر جيدا فقد تكون ابنتك إحدى هؤلاء.

تقول إحداهن : يتقدم لي الكثير ومع كل من يتقدم رفض جديد من أبي وأخي ويقابله ليلة بكاء لي.

وأخرى ترى صويحباتها تتزوج إحداهن خلف الأخرى ويلاعبن أولادهن، أمّا هي فلا؛ والسبب أبوها يريدها أن تكمل دراستها !!

والكثير الكثير مما لو ذكر لملىء مجلدات وكتب لا حصر لها.

ونسوق لك هنا قصص ذكرها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم :

فتاة .. وقعت في الفاحشة .. ثم دَخلتِ السِّجن .. فسألوها عما حَمَلها على ذلك ، وعن سبب وقوعها في الفاحشة ..

فقالت : أبي - لا سامحه الله - !

قالوا : كيف ؟

قالت : كان يَردّ الخطّاب منذ أن كان عمري ثمانية عشر عاماً .. فلمّا أكثر مِن ردِّهم .. لم يَطرُق أبوابنا خاطِب .. حتى جاوزت الثلاثين .. فأردت أن أنتقِم من أبي بهذا الفِعل !

إنّنا لا نرى هذا عُذراً أمام الله .. ولا نُسوِّغ هذا .. ولا - والله - لا نتمنّاه لِبنات المسلمين ..

ولكن هذه عِظة وعِبرة العمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق