بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله والحمد لله حمدا كثيرا طيبامباركا فيه.
فإنّ مما لا يخفى على الجميع من صغير وكبير وذكر وأنثى ما ينتشرحولنا وما يظهر علينا من مظاهر و مشاهدات ما أنزل الله بها منسلطان.
فأصبحنا نرى المخنثين والمسترجلات والقنوات والفضائحيات وعلمانيينوعلمانيات، لا هم لهم إلّا عوت في الأرض الفساد.
ومن منطلق أنّ لكل شيءسببا. وإنّما النّار من مستصغر الشرر فنناقش هنا سبب نحسبه احدى أسباب تلاطم هذهالفتن وانتشار الفساد ألا وهو :
تزويج الشباب والبنات
ورسالتنا هنا نخص بها الأباءأولياء الأمور من يجب أن يكونوا خط الدفاع الأول لحماية أعراض الأمة ودرء الفتنوالمفاسد عنها إنطلاقا من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم«إذا جاءكم منتَرضون دِينه وخُلُقَه فأنْكِحُوه، إلّا تفعلوا تَكُن فِتنة في الأرض وفَساد». قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟! قال : «إذا جاءكممن ترضون دينه وخلقه فأنْكِحُوه»ثلاث مرات. [رواه الترمذي].
وشرح ذلك الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم فكتب :
" أي إن لم تُزَوِّجُوا الخاطِب الذي تَرضون خُلُقه ودِينه«تكن»تَحْدُث«فتنة فيالأرض»،«وفساد»خروج عن حال الإستقامة النافعة الْمُعِينَة على العفاف "قاله المناوي.
وقال أيضا : " يعني أنّكم إن لم تَرْغَبُوا في الْخُلُقالْحَسَن والدِّين الْمَرْضِيّ الْمُوجِبَين للصلاح والإستقامة، ورغبتم في مُجَرّدالمال الجالب للطغيان الجارّ للبغي والفساد تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ".
" أو المراد إن لم تُزَوِّجُوا من تَرْضَون ذلك منه، ونَظَرْتُم إلى ذِيمَالٍ، أو جَاهٍ؛ يَبْقَى أكثر النساء بلا زوج، والرجال بلا زوجة؛ فيكثر الزنا،ويلحق العار، فيقع القتل .. فَتَهِيج الفِتَن، وتَثُور الْمِحَن " ..
وهذايَعني أنّ من اختار من الأولياء تَزويج مَن لا يُرضى دِينه وخُلُقه .. أنّه طالبللفساد ! مُبْتغٍ للفتنة !
وفي الحديث من الفوائد : " أنّ المرأة إذاطَلَبَتْ من الولي تزويجها من مُسَاوٍ لها في الدِّين لَزِمَه ". كذا قال المناوي.
ومن ذلك الفساد الذي أشار إليه النبيصلى الله عليه وسلم أن يتأخّر زواج الفتاة .. وقد يَحمِلها ذلك - إن لَمْ تُراقِبالله - على مواقعة الفواحِش ..
ألا أيّها ألآباء .. لا تَبْغُوا الفساد فيالأرض ..
الوالد ليس بِمتّهم في وَلَدِه ..
وقدنّصَ الفقهاء على أنّ: " شفقة الأبُوّة شُبهةمُنْتَصِبَة شاهِدة بِعَدم القصد إلى القَتْل، تُسْقِط القَوَد " وهوالقِصَاص.
فالأب غير ضَنِين في أولاده .. فليس بِمتّهم ..
ولذا فإنّكل أبٍ يَسْعى لإيصال الخير لأولاده ..
إلّا أنّ من الآباء من قد يُخطئالطريق .. فيَضُرّ حين كان يَروم النفع !
رامَ نَفْعاً فَضَرَّ مِن غيرقَصْد ومِن البِرِّ ما يكون عقوقاً !
هنا انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
وقد سئلالشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :عن أهمالأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها.
فأجاب :
" أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلُقوالدين، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي، لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دينوخلُق؛ لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكهابمعروف، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مباركاًعليها وعلى ذريتها، تتعلم منه الأخلاق والدين، أمَّا إن كان غير ذلك، فعليها أنتبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة، أو مَن عُرف بشرب الخمر - والعياذ بالله -، أمَّا الذين لا يصلُّون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات،ولاهم يحلون لهن، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين، أمّا النسب فإن حصل فهذاأولى؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : «إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلُقه فأنكحوه»ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل ". انتهى.
وبعد ما أتيناك به من مقدمات لموضوع الكلام به يطول، ألا يستحق ذلكمنك وقفة مع نفسك فلتكن شجاعا ولتفعلها قبل ألّا تقدر على فعلها أو تستأخر فيدرككأمر من بعده تندم أشد الندم، وما قصص ضياع الأعراض عن بيتك ببعيد.
واعلم علماليقين أنّ من تمنعها عن الزواج وإحصان النفس والعفاف هي في أشد الشوق لذلك.
ونسوق لكم هنا بعض من كلمات لفتيات مقهوراتّ إن لم يكن من أب فمن أخ وعموولي أمر ولأسباب واهية لا تقاس بها المقاييس، ولا هي من الإتباع لرسول الله صلىالله عليه وسلم وصحبه الأبرار من مادية لقبلية لاجتماعية وبين هاتهوتلك.
تمرالسنون وتحمل بناتنا مزيدا من الهموم فاقرأ وتفكر جيدا فقد تكونابنتك إحدى هؤلاء.
تقول إحداهن :يتقدم لي الكثير ومع كل من يتقدم رفض جديد منأبي وأخي ويقابله ليلة بكاء لي.
وأخرى ترى صويحباتها تتزوج إحداهن خلفالأخرى ويلاعبن أولادهن، أمّا هي فلا؛ والسبب أبوها يريدها أن تكمل دراستها !!
والكثير الكثير مما لو ذكر لملىء مجلدات وكتب لا حصر لها.
ونسوقلك هنا قصص ذكرها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم :
فتاة .. وقعت فيالفاحشة .. ثم دَخلتِ السِّجن .. فسألوها عما حَمَلها على ذلك ، وعن سبب وقوعها فيالفاحشة ..
فقالت :أبي - لا سامحه الله - !
قالوا :كيف ؟
قالت :كان يَردّ الخطّاب منذ أن كان عمري ثمانية عشر عاماً .. فلمّا أكثر مِن ردِّهم .. لم يَطرُق أبوابنا خاطِب .. حتى جاوزت الثلاثين .. فأردت أن أنتقِم من أبي بهذاالفِعل !
إنّنا لا نرى هذا عُذراً أمام الله .. ولا نُسوِّغ هذا .. ولا - والله - لا نتمنّاه لِبنات المسلمين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق